الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما نوم النبي صلى الله عليه وسلم فالثابت في الصحيح أنه كان ينام على شقه الأيمن، فعن البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَامَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت. رواه البخاري.
ولم نقف على شيء من الأثر في كيفية نوم نسائه معه صلى الله عليه وسلم، وأما استمتاع الزوجين كل منهما بالآخر فجائز على كل وجه إلا ما نهى عنه الشارع كالجماع حال الحيض والوطء في الدبر، قال تعالى: نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ {البقرة:223}.
وانظر الفتوى رقم: 50708.
ولا يفوتنا أن ننبه إلى أن الإكثار من الخوض في هذه المسائل وجعلها الشغل الشاغل للمسلم أمر لا ينبغي، وهي أمور واضحة وضوابطها مبينة أتم بيان بحمد الله، فينبغي للمسلم أن يشتغل بتعلم سنة النبي صلى الله عليه وسلم في عباداته ومعاملاته وأخلاقه وهديه، وأن يشغل نفسه بما ينفعه مقبلا على طاعة ربه حريصا على مرضاته صارفا همته لتعلم العلم النافع والعمل به.
والله أعلم.