الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت قد استخرت الله، وسألته أن يختار لك ما فيه الخير لك في عاجل أمرك وآجله فلا تحزن على ما فاتك، فإن قبلت الفتاة ورضيت بالزواج ففي ذلك الخير، وإن رفضت وأصرت على رفضها ففي ذلك الخير ولو كان المرء يحرص على غير ذلك، لأنه لا يدري عواقب الأمور، وقد يحرص على ما يراه خيرا وهو شر له، قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
وبناء عليه، فمن استخار فليمض فيما استخار فيه وما سيكون فهو خير له، وتكرار الاستخارة لا حرج فيه، كما بينا في الفتوى رقم: 140315.
والله أعلم.