الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها ، إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه ، لكن ليس من حق الزوج أن يجبر زوجته على زيارة أهله ولا سيما إذا كانوا يسيئون معاملتها، وعليه فلا حق لك في إجبار زوجتك على زيارة أمك. فالذي ننصحك به أن تسعى لإصلاح العلاقة بين أمك وزوجتك وتجتنب ما يعكر صفوها، و ذلك يتطلب الحكمة والمداراة، ويجوز في مثل هذه الأحوال أن تنقل إلى كل منهما عن الآخر كلاما يجلب المودة ويذهب الشحناء –وإن لم يكن واقعا- وليس ذلك من الكذب المذموم ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِى خَيْرًا. رواه مسلم.
وذكّر زوجتك بفضل العفو والإحسان إلى الزوج وأهله وأن ذلك من حسن الخلق الذي يثقل الموازين يوم القيامة، فإن طاوعتك وذهبت إلى أمك وصلحت العلاقة بينهما فذلك المطلوب، وإن رفضت زوجتك الذهاب إلى أمك فدعها ولا تعنفها واجتهد أنت في بر أمك واسترضائها، وأكثر من دعاء الله أن يصلح ذات البين .
والله أعلم.