الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف ويقوم بحقه الذي أوجبه الشرع ، ومن ذلك أن ينفق الزوج على زوجته بالمعروف، ولا يلزم الزوجة أن تنفق على نفسها أو بيتها ولو كانت غنية -إلا أن تتبرع بذلك عن طيب نفس- ، وما تكسبه المرأة من عملها فهو حق خالص لها، إلا أن يكون الزوج قد اشترط للسماح لها بالخروج إلى العمل أن تعطيه قدراً منه، فيلزمها الوفاء به، وراجعي في ذلك الفتويين : 35014، 19680
فإن كان الحال كما ذكرت من إجبار زوجك لك على الإنفاق في البيت وأخذ راتبك أو بعضه بغير رضاك، وقيامه بضربك وشتمك عند امتناعك من إعطائه مالك، كل ذلك ظلم ظاهر منه وإساءة للعشرة، فبيني ذلك لزوجك وتفاهمي معه برفق وحكمة ، فإن لم يرجع عن هذه الأمور فإما أن تصبري على تلك الحال وإما أن ترفعي أمرك للقضاء ليزيل عنك الظلم أو يحكم بالطلاق.
لكن ننبهك إلى أن الطلاق ليس بالأمر الهين فلا ينبغي أن يصار إليه إلا عند تعذر جميع وسائل الإصلاح ، وإذا أمكن للزوجين الاجتماع والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق كان ذلك أولى من الفراق ولا سيما عند وجود أولاد.
كما ننبه إلى أن إعانة المرأة لزوجها بمالها –وإن لم تكن واجبة عليها- فإنها من مكارم الأخلاق وكمال المعاشرة بالمعروف ، كما أن الأصل في علاقة الزوجين التواد والتراحم ومراعاة كل منهما لظروف الآخر.
والله أعلم.