الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا ننصح الأخت السائلة بأن تبتعد عن كل ما يثير حفيظتها ويسبب لها الغضب، وذلك كالجدال والمراء وحضور بعض المجالس، والحديث عن مواضيع معينة.
وأن تعود نفسها الصبر والحلم والأناة وكظم الغيظ والرفق في كل أمورها، فإن الصبر بالتصبر، والحلم بالتحلم.
وفي صحيح مسلم من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد القيس: إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة. "والأناة : التثبت وترك العجلة".
وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله. وفي رواية : إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه. ، وعنها رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه. رواه مسلم. وقال أيضاً: ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله. رواه مسلم عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه بعدم الغضب عندما طلب وصية جامعة فقال له: لا تغضب- فردد مراراً، وفي كلها يقول له صلى الله عليه وسلم: لا تغضب. رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الغضب غريزة جبل عليها الإنسان، لكنه ينهاه عن ترك العمل بمقتضى الغضب إذا غضب، فيجاهد نفسه ويقاومها بكظم الغيظ، وليتذكر غضب الله تعالى، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
ومما يعين على عدم التأثر بالغضب أن يغير الشخص الحالة التي هو عليها وقت الغضب، وأن يمسك لسانه فلا يتلكم، وإذا استطاع أن يتوضأ فليفعل.
والخلاصة أن على السائلة الكريمة أن تعود نفسها التأني والصبر، وإذا حدث لها غضب فلتمسك لسانها ولا تتكلم، ولتغير حالها وتتوضأ، ولتستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فكل ذلك معين لها بإذن الله تعالى. وراجعي الفتوى رقم:
8038.
والله أعلم.