المعصية قد تجر على العبد ماهو أعظم منها وأشد والحسنات تزرع أشكالها

1-4-2012 | إسلام ويب

السؤال:
سؤالي هو: كيف أحس أن ربنا يكافئني على حاجة أو يعاقبني على حاجة، بمعنى حينما ما تحصل لي حاجة غير طيبة كأن تضيع علي صلاة كيف أعرف إن كان هذا عقابا من ربنا؟ والسؤال الثاني أنا والحمد لله وهبني الله من الجمال قدرا وأسير في الشارع ولا أعرف هل آخذ ذنوبا على نظرات الشباب لي؟ مع أنه ليس ذنب ولو بيدى أن أتنقب كنت تنقبت، لكنني لا زلت في الثانوية فماذا أعمل؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمؤمن يرجو ربه ويخاف ذنوبه، فإن أصابته حسنة ونعمة وخير علم أنها محض فضل الله تعالى وعلق قلبه به سبحانه في طلب تمام النعمة ودوامها واجتهد في شكر نعمة الله عليه بصرفها في طاعته، وإن أصابته مصيبة علم أنها بذنبه وتقصيره وجناياته وأنه هو الذي تسبب فيها بمعصيته، كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.

وليعلم العبد أن السيئات ولود يجر بعضها إلى بعض ويأخذ بعضها برقاب بعض وكذا الحسنات، ولذا قال بعض السلف: إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها.

فإذا ابتلي العبد بترك صلاة مثلا فليعلم أن معصيته السابقة هي التي جرت عليه ما هو أعظم منها وأشد، وليتب إلى الله تعالى من جميع ذنوبه وليرجع إليه سبحانه فإنه يقبل التوبة من كل تائب ما لم تبلغ الروح الحلقوم، فاعلمي أن نعم الله عليك هي محض فضله ومنته فاشكريه عليها واجتهدي في عبادته، واعلمي أن ما ترتكبينه من معصية فإنك أنت التي اكتسبتها وجلبت لنفسك شرها، واخشي أن تكون أثرا لمعصية أخرى سابقة، وإن أصابتك مصيبة فاعلمي أنها بسبب ذنبك ومعصيتك، فتوبي إلى الله تعالى واخشي نقمته وعقابه، ويجب عليك أن تستري وجهك عن أعين الرجال ولا يمنع هذا كونك لم تزالي في الدراسة، فإنه بمجرد بلوغك يجري عليك قلم التكليف وتصبحين مؤاخذة على ما تفعلينه، وليست الدراسة عذرا في كشف الوجه، فعليك أن تتقي الله تعالى وتبادري بستر وجهك عن أعين الرجال الأجانب، لئلا تفتني أو تفتني، نسأل الله أن يهديك لأرشد أمرك.

والله أعلم.

www.islamweb.net