الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، ويقوم بحقه الذي أوجبه الشرع عليه، ومن حق الزوجة على زوجها أن يسكنها في مسكن مستقل، لكن المقصود بالمسكن المستقل أن يكون للزوجة جزء من الدار مناسب لها منفصل بمرافقه، جاء في مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر: وفي شرح المختار ولو كان في الدار بيوت وأبت أن تسكن مع ضرتها ومع أحد من أهله إن خلى لها بيتا وجعل له مرافق وغلقا على حدة ليس لها أن تطلب بيتا آخر. وانظري الفتوى رقم: 80603.
وعليه، فإن أراد زوجك أن ينتقل لبيت قريب من بيت أهله فلا حق لك في الامتناع من الانتقال معه ما دام يوفر لك مسكنا مستقلا مناسبا، كما أنه لا يجب على الزوج أن ينام مع زوجته في فراشها ما دام يوفيها حقها من القسم والوطء، وراجعي الفتويين رقم: 111082، ورقم: 115766.
لكن الأولى له أن ينام معها في الفراش إذا أحبت ذلك ما لم يكن له عذر، قال النووي: والصواب في النوم مع الزوجة أنه إذا لم يكن لواحد منهما عذر في الانفراد فاجتماعهما في فراش واحد أفضل وهو ظاهر فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي واظب عليه مع مواظبته صلى الله عليه وسلم على قيام الليل فينام معها فإذا أراد القيام لوظيفته قام وتركها، فيجمع بين وظيفته وقضاء حقها المندوب وعشرتها بالمعروف، لاسيما إن عرف من حالها حرصها على هذا.
واعلمي أن من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، كما أن على الزوج أن يجمع بين بر والديه وإحسان عشرة زوجته، ومن حقك على زوجك ألا يهجرك لغير مسوغ، وأن يعفك على قدر طاقته وحاجتك، كما بيناه في الفتوى رقم: 132367.
وننبه إلى أن حصول المودة والتفاهم بين الزوجين يحتاج إلى الصبر وإلى التجاوزعن بعض الأخطاء والتغاضي عن الزلات والهفوات والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر ومراعاة كلٍّ منهما لظروف الآخر، وللفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.