الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمحادثة المرأة للأجنبي بغير حاجة باب فتنة وذريعة فساد وشر، ودعوى أن العلاقة بينهما علاقة أخوة بريئة دعوى باطلة تخالف الشرع ويكذبها الواقع، فالواجب على زوجتك أن تطيعك في الامتناع عن محادثة هذا الرجل أو غيره من الأجانب، وإذا خالفتك في ذلك فهي آثمة، وإذا كان الأمر قد وصل إلى المغازلة ونحوها فذلك أمر خطير لا يجوز السكوت عليه، بل التهاون فيه نوع من الدياثة ـ والعياذ بالله ـ
وأما اعتبار زوجتك وأهلها أن هذا الأمر معتاد لا بأس به فهو انحراف واضح ودليل على رقة الدين، فاحذر من التهاون في هذا الأمر وبين لزوجتك ذلك وعلمها حدود الله، فإن لم تطعك فاسلك معها وسائل الإصلاح من الهجر في المضطجع ثم الضرب غير المبرح، فإن لم يفد ذلك فالأولى أن تطلقها.
واعلم أن الواجب على الرجل أن يقوم بحقّ القوامة على زوجته، ويسد عليها أبواب الفتن، ويقيم حدود الله في بيته ويتعاون مع زوجته على طاعة الله، ثم يحسن الظن بها، وفي ذلك وقاية من الحرام وأمان من الفتن، وقطع لطرق الشيطان ومكائده.
والله أعلم.