الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يلهمك رشدك، وأن يعيذك من شر نفسك، ثم اعلمي ـ أختنا الكريمة ـ أن حجاب المرأة المسلمة ينبغي أن يعم جميع بدنها، بما في ذلك رقبتها، وهذا ليس محل خلاف بين الأئمة، وإنما اختلفوا في الوجه والكفين، فلا يسعك أن تظهري شيئا من بدنك غيرهما، وراجعي الفتوى رقم: 55479.
وأما ما ذكرت من مراعاة مشاعرك الأنثوية وراحتك النفسية، والاندماج مع المجتمع ... فهذه الأمور وغيرها لا يجوز أن تحملك على مخالفة أمر الله، بل عليك أن تؤثري أمر الله على هوى نفسك، طلبا لمرضاته وثوابه، فإن فعلت ذلك وصبرت عليه، فسوف يجزيك الله خيرا في الدنيا، فيشرح صدرك وييسر أمرك ويبدلك خيرا مما تركت لأجله، مع ما ينتظرك من الأجر العظيم في الآخرة، قال تعالى: فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات: 37ـ41}.
وقال سبحانه: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر: 10}. وقال عز وجل: وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى {النجم: 31}. وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق: 2ـ 4}. وقال تعالى: نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ{ يوسف: 56ـ 57}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيرا منه. رواه أحمد وصححه الألباني. وراجعي لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 69481، ورقم: 33718.
فاصبري على طاعة الله وانتظري حسن الجزاء منه سبحانه، ونوصيك بالإكثار من ذكر الله تعالى وقراءة القرآن والمحافظة على الفراض وما تستطيعين من النوافل، كما نوصيك بمطالعة كتب الرقائق والسير، ومطالعة كتاب مما يتناول قضية المرأة ومكانتها ووظيفتها في الإسلام ككتاب عودة الحجاب للدكتور محمد إسماعيل المقدم، خاصة جزأيه الأول والثاني.
والله أعلم.