الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن الأمور إنما تجري بالمقادير، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فإن كانت خطبتك قد فسخت، فعليك أن تصبري لما قدره الله وقضاه، وتعلمي أن هذا هو الخير والمصلحة، فإن قضاء الله كله دائر بين الفضل والعدل والرحمة والحكمة والمصلحة فله الحمد، واعلمي أن أحدا من البشر لا يمكنه منع ما قدر الله حصوله، فاستسلمي لحكم الله وأذعني لاختياره، واعلمي أن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك، قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ {التغابن:11}.
وقد يكون ما تعتقدين أنه وشاية تسببت في فسخ خطبتك مجرد وهم لا حقيقة له، فلا داعي لأن تشغلي نفسك بهذا الأمر، ولا لأن تسيئي الظن بالناس، والأولى بك أن تقبلي على شأنك وتشتغلي بما ينفعك من طاعة ربك تعالى والإقبال عليه، وأحسني ظنك به تعالى واجتهدي في دعائه أن يقدر لك ما فيه الخير لك في الدنيا والآخرة، ولو فرض كون خطبتك فسخت بسبب وشاية ونميمة من بعضهم فهذا الواشي النمام إن كان ظالما لك فهو آثم بذلك، وحقك لن يضيع، بل سيأتيك الله به يوم القيامة، فنحن ننصحك بأن تتركي التفكير فيما مضى وألا تحاولي البحث عن سبب ما حصل فإنه لن يفضي بك إلا إلى مزيد التعب.
والله أعلم.