الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يعرف اليوم بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات فهو أمر لا يقره الشرع وهو باب فتنة وفساد، لكن إذا تعلق قلب الرجل بامرأة دون كسب منه أوسعي في أسبابه فلا حرج عليه، والمشروع له حينئذ أن يخطبها من وليها، فإن أجابه فبها ونعمت، وإن قوبل بالرفض انصرف عنها إلى غيرها، وليس من حق الولي أن يمنع موليته من التزوج بكفؤها، وإذا فعل ذلك كان عاضلا لها، ومن حقها رفع الأمر للقاضي ليزوجها أو يأمر وليّها بتزويجها، كما بيناه في الفتوى رقم: 79908.
لكن عضل الولي لا يبيح للمرأة أن تتزوج بلا ولي، فإن الزواج بلا ولي باطل عند جمهور العلماء ـ سواء كانت المرأة بكرا أو ثيبا ـ وانظر الفتوى رقم: 111441.
وإذا تم العقد بلا ولي ولا شهود فذلك باطل باتفاق الأئمة الأربعة، وانظر الفتوى رقم: 162497.
وعليه، فما جرى بينك وبين هذه المرأة فهو كلام باطل لا يصح به الزواج، وبالتالي لا يقع عليها الطلاق الذي أوقعته، فاتق الله وتب إليه واقطع علاقتك بتلك المرأة، وإن كنت راغبا في زواجها فليكن عن طريق وليها الشرعي كما بيناه لك، وإلا فلتنصرف عنها ولتبحث عن غيرها.
والله أعلم.