الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجرد اهتمام زوجك بأخته وثنائه عليها ليس عيبا فيه أو دليلا على انصرافه عنك أو تنقيص قدرك عنده، بل هو أمر يحمد عليه فإن الإحسان إلى الأقارب من فضائل الأعمال وجميل الصفات والأخلاق ومن كان كذلك كان حريا أن يحسن إلى زوجته ويعاشرها بالمعروف، وأما قولك إنه يتحكم فيك في كل شيء كاللبس والخروج فاعلمي أن الزوج له حق القوامة على زوجته وبمقتضاها فإنه لا يحق للزوجة أن تخرج من بيتها دون إذن زوجها وله أن يمنعها من لبس ما لا يجوز لبسه شرعا ، وأن يلزمها بلبس ما يسترها عن نظر الأجانب، وانظري الفتوى رقم: 62866.
فإن كان زوجك يتحكم فيما هو حق له من أمور الزوجية وما يتعلق بالمحافظة عليك وصيانتك فلا حرج عليه في ذلك والواجب عليك طاعته فيه، أما إن كان يتحكم فيما يخرج عن أمور الزوجية فلا حق له في ذلك، وراجعي حدود طاعة الزوجة لزوجها في الفتوى رقم: 115078.
واحذري من التجسس على زوجك واستماع كلامه مع أخته أو غيرها دون علمه، فإن التجسس حرام وقد ورد وعيد شديد في حق من استمع إلى حديث الناس وهم كارهون، ففي الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم: .... وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ القِيَامَة.
الآنك: الرصاص المذاب.
وما دمت ذكرت عن زوجك أنه يحبك حبا شديدا، فينبغي أن يحملك ذلك على التغاضي عن هفواته والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاقه، ولا تفتحي بابا للشيطان ليوغر صدرك عليه، فالشيطان يسعى للإفساد بين الزوجين والتفريق بينهما بكلّ سبيل، وإن كان تقصير منه في شيء من حقوقك فليكن علاجه بالتفاهم معه برفق وحكمة تحت مظلة المودة والتراحم.
والله أعلم.