الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نود أن نشكرك أولا على حرصك على أن يبر زوجك بأمه، وهذا مما يدل على كريم خلقك، فجزاك الله خيرا وزادك هدى وصلاحا، وحق الوالدين عموما حق عظيم، وحق الأم خاصة أعظم، فقد أعطاها الشرع ثلاثة أرباع البر، كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، وهو مضمن بالفتوى رقم: 27653.
فبرها والإحسان إليها واجب لها على ولدها، وإذا كانت أم زوجك قد وقفت مع إخوته ضده مع ظلمهم له فقد أساءت بذلك، إلا أن هذا لا يسقط عنه برها بحال، فلا يجوز له قطيعتها وهجرها وإلا كان واقعا في العقوق والذي هو من كبائر الذنوب، فننصحه بأن يرجع إلى الله ويتوب ويصل أمه، ويمكنه أن يناصحها برفق ولين فيما يرى أنها قد أخطأت فيه، فإن النصح إذا كان بأدب فإنه لا ينافي البر، ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 23434، 20947، 21916.
وننبه إلى أهمية السعي في الإصلاح ولم شمل هذه الأسرة، فالإصلاح قربة من أعظم القربات وهو مؤكد في حق ذوي القرابة والرحم، ولمعرفة النصوص الدالة على فضله يمكن مراجعة الفتوى رقم: 93882.
والله أعلم.