الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن أهم حقوق الزوجة على زوجها أن يحسن عشرتها امتثالا لتوجيه الرب تبارك وتعالى في قوله: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، ومن حقها عليه أيضا أن لا يغيب عنها أكثر من ستة أشهر إلا بإذنها، وهذا قضاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما بينا بالفتوى رقم: 108078. فمعاملة الزوج زوجته على الحال المذكور بالسؤال ليس من حسن العشرة في شيء وفيه تفريط عظيم في حق الزوجة.
ومن أهم ما نوصي به الزوجة في هذه الحالة الصبر وكثرة الدعاء، فهما عدتان ناجعتان عند حصول البلاء. وراجعي في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103. وفي فضل الدعاء وآدابه الفتوى رقم: 119608.
وينبغي الاستمرار في مناصحة هذا الرجل وتذكيره بالله عز وجل، وأن عليه أن يتقي الله في نفسه وأهله. فإن تاب إلى الله وأناب وأعطى زوجته حقها فبها ونعمت، وإلا كان للزوجة الحق في طلب الطلاق دفعا للضرر عن نفسها، فإن الضرر من مبيحات طلب المرأة الطلاق كما هو مبين بالفتوى رقم: 37112، فإن استجاب لها الزوج فذاك وإلا فلترفع الأمر إلى القضاء الشرعي. وإن رأت أن تصبر عليه وتستمر في نصحه فلها ذلك.
والله أعلم.