الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزمك شرعا إعلام أهلك أو استئذانهم في أمر تواصلك مع هذه الفتاة، ولا حرج عليك في الاستمرار في التواصل معها، ما دام الأمر بينكما لا يخرج عن إطار ما هو جائز شرعا، ولا إثم عليك إن رأيت قطع التواصل معها، وفي حال الاستمرار ينبغي استغلال ذلك فيما ينفع من أمر الدين والدنيا وعدم إضاعة الأوقات فيما لا يجدي، فالأعمار محدودة والآجال معدودة، والمطلوب من المسلم والمسلمة الاستعداد ليوم المعاد، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {الحشر:18}. وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ {آل عمران:102}.
وحق التقوى كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر.
وروى البخاري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ.
والله أعلم.