الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الزوجة طاعة زوجها في المعروف، وراجع حدود الطاعة الواجبة على الزوجة لزوجها في الفتوى رقم : 115078.
فإن كانت زوجتك تخالفك فيما يجب عليها من الطاعة، فينبغي أن تعظها وتذكرها بحق الزوج، فإن لم ترجع لطاعتك فلتهجرها في المضطجع، فإن لم يفد ذلك فلك أن تضربها ضربا غير مبرح، أما الضرب المبرح فلا يجوز بحال.
قال الدردير (رحمه الله) : والوعظ التذكير بما يلين القلب لقبول الطاعة واجتناب المنكر.(ثم) إذا لم يفد الوعظ (هجرها) أي تجنبها في المضجع فلا ينام معها في فرش لعلها أن ترجع عما هي عليه من المخالفة.(ثم) إذا لم يفد الهجر (ضربها) أي جاز له ضربها ضربا غير مبرح وهو الذي لا يكسر عظما ولا يشين جارحة، ولا يجوز الضرب المبرح ولو علم أنها لا تترك النشوز إلا به، فإن وقع فلها التطليق عليه والقصاص، ولا ينتقل لحالة حتى يظن أن التي قبلها لا تفيد.
وينبغي أن تتعامل معها بحكمة ، فتضع الشدة والرفق في مواضعهما ، مع مراعاة طبيعة المرأة التي وصفها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : "... وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَىْءٍ فِى الضِّلَعِ أَعْلاَهُ إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. متفق عليه.
وننبه إلى أن استعمال الرفق أنفع وأحسن وأحب إلى الله من الشدة، فعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِى عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِى عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِى عَلَى مَا سِوَاهُ. رواه مسلم.
والله أعلم.