الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صح فعلا ما ذكرت عن زوجك فهو آت لجملة منكرات، ومن أخطرها التفريط في الصلاة التي هي عماد الدين ورأس الإسلام، وقد ذهب بعض العلماء إلى كفر من تركها ولو تهاونا وإن كان الجمهور على خلاف ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 1145. وأما الخمر فهي أم الخبائث وشربها موجب للعن، وراجعي بخصوصها الفتوى رقم: 10723، والدخان محرم وأضراره لا تخفى على ذي لب سليم، ولمعرفة أدلة تحريمه راجعي الفتوى رقم: 1671.
وقد أحسنت بحرصك على صلاحه وإرشاده إلى الطريق الصحيح، وهذا من الوفاء للزوج. ونوصيك بالاستمرار في نصحه بأسلوب طيب والاستعانة عليه ببعض أهل العلم والفضل إن تطلب الأمر ذلك، وإن أمكنك أن تسلطي عليه بعض الصالحين ليكونوا سببا في إبعاده عن رفقة السوء فافعلي. وجماع الخير في الدعاء له، فالدعاء من خير يحقق به المرغوب ويدفع به المرهوب، قال تعالى:أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}. فإن استقام وتاب إلى الله وأناب وصلح حاله فذاك المطلوب، وإن استمر على غيه فلك الاستمرار في عصمته والمداومة على نصحه، وإن لم ترج منه صلاحا فالأفضل لك فراقه .فمخالطة مثله قد تفسد عليك دينك ودنياك، وقد يتأثر به الأولاد فيفسد عليهم دينهم وأخلاقهم.
والله أعلم.