الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم هل مات زكريا حتفاً أم قتلاً وفي كيفية قتله. فقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنه اختلف عن وهب بن منبه هل مات زكريا موتا أو قتل، وذكر الطبري أن فساد بني إسرائيل الأول كان بقتل زكريا، وأن فسادهم الثاني كان بقتل يحيى، وليس في قتلهما نص ثابت.
وقد تكرر في القرآن ذكر قتل بني إسرائيل للأنبياء بغير حق، كما في قوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [آل عمران:112].
وفي قوله تعالى: أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [البقرة:87].
وفي قوله تعالى: فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [البقرة:91].
ويمثل المفسرون بزكريا ويحيى.
وقد وردت عدة آثار عن الصحابة والتابعين في قتلهما ذكرها الطبري و ابن كثير.
وقال ابن حزم : وقتل زكريا النبي عليه السلام بالحجارة اهـ كذا في الفصل في الملل والأهواء والنحل.
وقال ابن إسحاق: كان زكريا وابنه آخر من بعث من بني إسرائيل قبل عيسى. وقال أيضا: أراد بنو إسرائيل قتل زكريا ففر منهم فمر بشجرة فانفلقت له فدخل فيها فالتأمت عليه، فأخذ الشيطان بهدبة ثوبه فرأوها فوضعوا المنشار على الشجرة فنشروها حتى قطعوه من وسطه في جوفها. كذا في فتح الباري لابن حجر.
وإذا كا ن الأمر كذلك فلا وجه لما تعانيه، وعلى فرض أنك تكلمت بما لا تعلم في صغرك فلا حرج عليك . ولتحرص من الآن على تعلم الشرع وقصص الأنبياء من المراجع الصحيحة وحدث الناس بما تعلم .
والله أعلم.