الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يجزيك خيرا على ما قمت به من تربية أبنائك على الدين والاستقامة، ونسأله سبحانه أن يحفظهم جميعا من كل سوء ومكروه في دينهم ودنياهم.
وإذا كان ابنك قد تلفظ معك بهذه الألفاظ وهو بكامل وعيه فقد أساء إساءة بالغة ووقع في كبيرة من كبائر الذنوب ألا وهو العقوق، عقوق من جعل الشرع ثلاثة أرباع البر لها على أولادها. فيجب تذكيره بالله تعالى وأليم عقابه، وسوء عاقبة فعله هذا في الدنيا والآخرة إن لم يتب إلى الله تعالى. ويمكن مراجعة الفتوى رقم: 177727 ، ففيها بيان شيء من عواقب هذا الذنب العظيم.
ولا يلزمك شرعا مسامحته على عقوقه لك، ولكن ينبغي أن تسامحيه ولو لم يأتك مستسمحا، فهو ابنك وأنت الأم المشفقة، أترضين أن يعذب في النار بسببك؟ ولا تأثمين إن لم تذهبي لرؤية هذه الفتاة، ولكن لا نرى لك الامتناع عن الذهاب معه لرؤيتها، وإن كانت هذه الفتاة ذات خلق ودين فلا ينبغي لكم الاعتراض على زواجه منها خاصة وأنه قد تعلق قلبه بها وربما تضرر وحصل منه ما لا ترغبون فيه من مكروه بعدم الزواج منها . وأما فارق السن فليس بمانع شرعا من الزواج كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 6079.
والله أعلم.