الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرت عن زوجك جملة من المنكرات منها ما هو من المكفرات وهي أشدها وأخطرها كسبه الله تعالى وسبه عيسى عليه السلام والذي هو نبي من الأنبياء ومن أولي العزم من الرسل. وتعليله بأن بعض النصارى يسبونمحمدا صلي الله عليه و سلم علة عليلة وكلام يدل على جهل عظيم، إذ كيف يعالج الخطأ بخطإ مثله، وكيف يقدم المسلم على سب من يعتقد أنه نبي من أنبياء الله تعالى. وتراجع الفتويان: 71499 - 53874. فالواجب نصحه في هذين الأمرين خاصة، فإن لم يتب إلى الله منهما فهو كافر مرتد لا يحل لك البقاء معه أو تمكينه من نفسك، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 25611 وهي عن حكم زوجة المرتد.
وتكفير المسلمين من الأمور الخطيرة أيضا، فالإقدام عليه من غير بينة وروية إثم مبين، وراجعي في ضوابط التكفير الفتوى رقم: 721. وكذا الحال بالنسبة للتفريط في الصلاة وتضييع وقتها إثم عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب كما بينا بالفتوى رقم: 1195. وهنالك نصوص خاصة في الوعيد الشيد في حق من يتخلف عن الجمعة لغير عذر، وهي مضمنة بالفتوى رقم: 25790 ، وصلاة الجماعة واجبة على الراجح من أقوال الفقهاء فلا يجوز التخلف عنها لغير عذر كما هو مبين بالفتوى رقم: 1798. ولا يجوز التعلل بحال المسلمين للتخلف عن شهود الجمعة والجماعة، فإنه يجوز الاقتداء بالمسلم ما لم تكن بدعته مكفرة، وانظري الفتوى رقم: 6742. وتعمد الإفطار في رمضان لغير عذر كبيرة من كبائر الذنوب كما بينا بالفتوى رقم: 12069.
ومن هذه المنكرات أيضا مشاهدة الأفلام الإباحية وهي من أعظم الوسائل للوقوع في الزنا وقد نبهنا على خطورته بالفتوى رقم: 27224. وتبادل الأزواج المذكور إن كان المقصود به أن يمكن كل واحد من الزوجين الآخر من وطء زوجته فهو من الأفعال القبيحة والمنكرات الشنيعة، ولا يجوز ذكر مثل هذا ولو على سبيل المزاح.
ونؤكد على أمر المناصحة في جميع هذه المنكرات، ويمكن أن تكون النصيحة من شخص آخر ممن يرجى أن يكون لقوله تأثير عليه، وينبغي تحري الحكمة والموعظة الحسنة رجاء أن يتوب إلى الله ويرجع إلى صوابه، فإن فعل فالحمد لله، وإن لم يتب من هذه المعاصي التي هي دون الكفر ففراقه أفضل وأسلم ، فإذا فارقته صيانة لدينك ونفسك من معاشرة فاسق فإنك تؤجرين على ذلك بإذن الله، فالشرع قد جاء بالنهي عن مخالطة الفاسقين.
قال الخادمي في كتابه بريقة محمودية معلقا على حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي" قوله: أن المطاعمة توجب الألفة وتؤدي إلى الخلطة بل هي أوثق عرى المخالطة، ومخالطة غير التقي تخل بالدين وتوقع في الشبه والمحظورات، فكأنه ينهى عن مخالطة الفساق وليس المراد حرمان غير التقي من الإحسان بل يطعمه ولا يخالطه إلا بقصد الإصلاح والإرشاد إن مرجوا فالمعنى لا تصاحب إلا مطيعا ولا تخالل إلا تقيا. اهـ.
ونوصيك بالحرص على ابنتك هذه وتربيتها على عقيدة وأخلاق الإسلام وتوجيهها بالحسنى مع الدعاء لها بالصلاح، فدعاء الوالد لولده مستجاب.
والله أعلم.