الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الإحساس والشعور به عند مساعدة الأم يلزمك دفعه وبغضه بقلبك وتجنب ما يؤدي إليه، واستعذ بالله من الشيطان كلما عرض لك فإنه يريد أن يغويك، وأما ما وقع في قلبك من غير قصد بعد ذلك فلا تؤاخذ فيه ما لم توطن نفسك عليه وترضاه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به. قال الإمام المازري رحمه الله: مذهب القاضي أبي بكر بن الطيب: أن من عزم على المعصية ووطن نفسه عليها أثم في اعتقاده وعزمه، ويحمل ما وقع من ذلك في هذه الأحاديث وأمثالها على أن ذلك فيمن لم يوطن نفسه على المعصية). وقال القاضي عياض رحمه الله تعالى (عامة السلف وأهل العلم من الفقهاء والمحدثين على ما ذهب إليه القاضي أبو بكر، للأحاديث الدالة على المؤاخذة بأعمال القلوب).
والله أعلم.