الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصا على الخير ورغبة فيه، واعلمي أنك تؤجرين بنيتك وتبلغين بها ـ إن شاء الله ـ ما قد لا تبلغينه بعملك فسددي وقاربي والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ونظمي وقتك وداومي على ما تقدرين على المحافظة عليه من الطاعات، فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، واحرصي على ألا تضيعي شيئا من وقتك في غير مصلحة دينية أو دنيوية، فإن إضاعة الأوقات من أعظم الآفات التي ابتلي بها عامة المسلمين في هذا الزمان، وقد قال بعض السلف: أمارة المقت إضاعة الوقت.
وإذا اطلع الله على صدق العبد وإخلاصه ورغبته في التقرب إليه فإنه سبحانه يعينه على ذلك ويبارك له في وقته فيعمل الإنسان في الزمن اليسير ما لا يعمله غيره في الزمن الطويل، والدعاء واللجأ إلى الله تعالى في هذا المطلب الشريف الذي هو حفظ العمر والبركة فيه من أعظم ما يحرص عليه المسلم، فإن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، نسأل الله أن يرزقنا البركة في الأعمار.
والله أعلم.