الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فنرجو أن لا غبار على ما ذكرت وهو كلام جيد وموعظة حسنة، ومحصلته التنبيه إلى أن الذنوب أوساخ ينبغي التنظف منها سواء كانت تلك الذنوب أقوالا أو اعتقادات أو نظرات, وقد جاء في الكتاب والسنة تشبيه الذنوب بالوسخ, أما في الكتاب فقد قال الله تعالى في كتابه: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. [المدثر: 4]. وهذه الآية تأولها جمهور السلف أن المراد بها طهارة القلب ونزاهة النفس عن الدناءة والآثام.
قال ابن القيم: وجمهور المفسرين من السلف ومن بعدهم على أن المراد بالثياب ههنا القلب والمراد بالطهارة إصلاح الأعمال والأخلاق اهــ .
وأما في السنة فقد قال صلى الله عليه وسلم : اِجْتَنِبُوا هَذِهِ الْقَاذُورَات الَّتِي نَهَى اللَّه عَنْهَا. رواه الحاكم, وكذا قوله صلى الله عليه وسلم : أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ قَالُوا: لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا قَالَ فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا. متفق عليه .
والله تعالى أعلم.