الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه قد سبق من أسئلتك السابقة ما يفيد أنك مبتلى بالوسوسة، فعليك بصرف ذهنك عن الاسترسال في التفكير في مثل هذه الأمور وشغل طاقتك بما ينفع من تعلم وعبادة ونشاط مفيد.
وما حصل منك من مجرد خاطرة وحديث نفس لا تؤاخذ عليه ولا يترتب عليه إثم، وذلك لما رواه البخاري وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم.
وقال الكرماني: في الحديث أن الوجود الذهني لا أثر له، وإنما الاعتبار بالوجود القولي في القوليات والعملي في العمليات. اهـ
وقال النووي في شرح مسلم: فأما الهمُّ الذي لا يكتب فهي الخواطر التي لا توطن النفس عليها، ولا يصحبها عقد ولا نية وعزم. انتهى.
وقال الغزالي في الإحياء: فأما الخواطر وحديث النفس فهو معفو عنه . اهـ
والله أعلم.