الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرت عن هذا الشاب عدة أمور:
الأمر الأول: أنه على علاقة ببنت ويتبادل معها الرسائل الغرامية والكلام غير المؤدب، وهذا منكر بلا ريب يجب نصحه فيه، روى مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة. ولا يجوز تمكينه من الدخول لهذا الغرض على الانترنت من خلال الاشتراك الخاص بكم.
وإن كنت قد تعمدت النظر في صفحته هذه والاطلاع عليها، ومن غير إذن منه، فقد أثمت لأن ذلك نوع من التجسس وهو محرم إلا لضرورة كما هو مبين بالفتوى رقم: 77776.
الأمر الثاني: أنه أخذ بعض الاشياء ليستخدمها ولكنه لم يرجعها، وقد أحسنت بالتماس العذر له أخيرا، وأسأت حين رميته بالاستغلال والسرقة أولا. والأصل حسن الظن بالمسلم حتى يتبين خلافه، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 48025.
الأمر الثالث: أنه استغل ابنك وأخذ منه هذا الكوبون، وقد لا يكون الأمر كذلك، فإذا كان ابنك بالغا رشيدا، وأعطاه إياه طواعية فقد لا يكون قد استغله. وإن كان الولد صبيا غير بالغ فلا تصح هبته كما بينا بالفتوى رقم: 134490.
وأما طلبك من زوجك طرده من البيت فلا حق لك فيه إلا إذا كان هذا البيت ملكا لك، أو لم يكن ابن أخيه في جزء من البيت مستقل بمرافقه، وراجعي الفتوى رقم: 79961.
والعفو عن المسيء ومقابلة الإساءة بالإحسان مبدأ عظيم من مباديء الإسلام قرره الشرع وندب إليه، وسبق لنا بيان ذلك بعدة فتاوى نحيلك منها على الفتوى رقم: 114087. فليس صحيحا إذن ما ذكرت من أن هذا المبدأ لا يصلح تحقيقه في هذا الزمان وأنه يجب علينا أن نقابل الإساءة بمثلها ونأخذ حقنا...إلى آخر ما ذكرت من مثل هذا.
فنوصيك بأن تهوني الأمر على نفسك، وأن لا تحاولي أن تحملي الأمر أكثر مما يحتمل فتثقلي على نفسك وتوقعيها في الحرج. واحرصي على التفاهم مع زوجك بكل روية وأن تعملا معا على كل ما يمكن أن يكون سببا في تربية الأولاد على مباديء الدين ومكارم الأخلاق والعمل على كل ما يصونهم من الفساد.
والله أعلم.