الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذرية نعمة من النعم العظيمة وسبب من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، والسعي للحصول عليها حق للزوجين معا فليس للزوج منع زوجته منه أو تأخيره بغير رضاها، كما بينا بالفتوى رقم: 94648.
فالذي ننصح به زوجك أن يتقي الله في نفسه ويتقي الله فيك، فالآجال معدودة والإنسان لا يدري ما قد يعرض له، ونوصيك بأن تكثري من دعاء الله تعالى أن يوفقك إلى إقناع زوجك وأن ييسر لك الذرية الصالحة، ويمكنك أن تستعيني في سبيل إقناعه ببعض من لهم وجاهة عنده، وما ذكر من أعذار فهي واهية، والحمل قد لا يكون مانعا من الحج، وعلى فرض أنه قد يمنع، فإن منع منه فقد انتفى شرط الاستطاعة، وهذا على تقدير أن هذه حجة الإسلام وأنك قادرة على نفقة الحج، وأما إن كانت حجة تطوع فهي غير لازمة أصلا، هذا بالإضافة إلى أن الحج لا يجب ببذل الغير ماله لمن يحج به، وراجعي الفتوى رقم:56922.
وإذا منع الزوج زوجته من الإنجاب بغير رضاها فقد منعها حقا تملكه فهو بذلك آثم وظالم لها، ولست مخطئة بموافقتك من البداية، فالتأخير المؤقت للإنجاب لغرض صحيح لا شيء فيه ـ إن شاء الله ـ وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 35423.
والله أعلم.