الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يصح تحديد زمن معين ثابت لدخول وقت العشاء كساعة ونصف مثلا بعد المغرب بصفة مستمرة، لأن وقت العشاء يدخل بمغيب الشفق الأحمر، وهذا يختلف باخلاف الفصول والشهور، فقد يكون بعد ساعة ونصف وقد يكون بعد أقل من ذلك أو أكثر، واتفاق أئمة المساجد عندكم على ذلك ـ لو فُرض وقوعه ـ إذا لم يكن مبنيا على مشاهدة فإنه لا عبرة به.
وأما متى تصلي العشاء فإذا كنت قادراً على معرفة الوقت بالاجتهاد وجب عليكَ تحري ذلك، فإن تبين لك أن الجماعة يصلون في الوقت الصحيح صليت معهم ولو في آخر الوقت، وهذا خير من أدائها منفردا في أول الوقت، كما بيناه في الفتوى رقم: 123619.
وإن تبين لك أنهم يصلون قبل الوقت أو بعده فصل في الوقت الصحيح ولو منفردا، وإن لم تكن قادرا على معرفة الوقت بالاجتهاد فلك أن تقلد من تثق بدينه وعلمه، وإن اختلف توقيتهم بحيث كان وقت أحدهم متقدما على الآخر فلتعتمد في أداء الصلاة الوقت المتأخر ـ سواء في العشاء أو الفجر أو غيرهما ـ لأن الأصل عدم دخول الوقت، والاحتياط في الإمساك أن تعتمد على الوقت المتقدم احتياطا لعبادة الصوم، وانظر الفتوى رقم: 111613، عن التقليد في دخول وقت الصلاة، والفتوى رقم: 97824، عن الأصل في معرفة مواقيت العبادات العلامات الشرعية لا التقاويم، والفتوى رقم: 141185، عن العمل عند الشك في دخول وقت الفجر والمغرب.
والله أعلم.