الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم عند المسلم حرمة الغيبة والوقوع في أعراض الناس وظن السوء بهم، فالواجب عليك المبادرة بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، لكن من تمام التوبة من حقوق العباد استحلال أصحاب الحقوق منها إذا أمكن ذلك ولم يؤد إلى ضرر أكبر، وإذا كان طلب السماح من صاحب الحق يؤدي إلى زيادة البغضاء والشقاق، فعلى المرء حينئذ طلب السماح من أخيه في الجملة، ولا يبين له أنه اغتابه أو ظن سوءا به، لئلا يوغر ذلك صدره ويؤدي إلى فساد أكبر، كما أن صاحب الحق إذا تعذر وجوده فإنه يكتفى بالدعاء له وذكره بخير في الأماكن التي حصلت فيها غيبته، وانظري الفتوى رقم: 140261، وما أحيل عليه فيها لمزيد الفائدة.
والله أعلم.