الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنود أن ننبه أولا إلى أنه ينبغي أن يسود بين الزوجين التفاهم، وأن يحذرا أسباب الشقاق قدر الإمكان، وأن يتحريا الحكمة والعقل في حل كل مشكلة قد تطرأ في حياتهما الزوجية فلا يجعلا للشيطان سبيلا إليهما، فيقع ما يستوجب الندم ولات حين مندم. وينبغي اتقاء الغضب فإن عواقبه وخيمة في الغالب، وما حدث منك مع زوجتك خير شاهد على هذا، حيث أقدمت بسببه على ضربها ضربا مبرحا كما ذكرت، وقمت بتكسير بعض الأشياء في المنزل. ولمزيد الفائدة عن الغضب وكيفية علاجه راجع الفتوى رقم: 17652. وراجع في ضرب الزوجة الفتوىرقم: 69.
وإذا كنت قد قلت لزوجتك:" أنا طالق " بهذا اللفظ، لم تطلق به زوجتك ولو كنت مدركا لتلفظك به، لأن هذا من ألفاظ الكناية لا يقع به الطلاق إلا مع النية كما أوضحنا بالفتوى رقم: 129975. وإن كنت قلت لها:" أنت طالق" ولم تقصد لفظ الطلاق أصلا، وإنما سبق لسانك من غير قصد للفظ فلا يقع الطلاق، لأن من أركان الطلاق القصد كما بين الفقهاء، وانظر الفتوى رقم: 178987. وأما إن قصدت التلفظ بها عن وعي فإن الطلاق يقع ولو قصدت مجرد التهديد ونحوه. وفي هذه الحالة إن لم تكن هذه الطلقة الثالثة جاز لك رجعتها من غير عقد جديد ما دامت في العدة، وراجع الفتوى رقم: 30332 . ففيها بيان أنواع الطلاق.
وقولك في أول السؤال: هددتها بالطلاق، لفظ مجمل، فلا ندري إن كنت قد قصدت به اللفظ الذي تلفظت به أخيرا ( أنا طالق )، أو هنالك لفظ آخر تلفظت به على سبيل التهديد، أو هددتها بالطلاق من غير تلفظ به أصلا.
والله أعلم.