الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي مثل هذه الحالات التي ذكر السائل فإن المتعامل فيها يبني على ما يغلب على ظنه، والعمل بغالب الظن واجب. وبيان ذلك فيما ذكر السائل هو :
أولا: الحجز للسائح في فندق من أجل الإقامة فيه وهذا من حيث الأصل لا حرج فيه، لأن المنفعة التي تم التعاقد عليها مباحة وهي الإقامة في الفندق مدة معلومة، لكن لو غلب على ظن من يقوم بالحجز أن قصد السائح من الحجز في الفندق هو عمل المحرمات، فلا يجوز التعامل معه والحجز له لئلا يكون ذلك عونا له على المعصية، وقد قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2} .
وأما لو جهل الحال ولم يغلب على الظن قصد الحرام فلا حرج في الحجز للسائح مسلما كان أوكافرا ولو عمل معصية فإثمها عليه وحده.
وكذلك مسألة تركيب الدش فيعتبر في ذلك ما يغلب على الظن من صاحبها الذي يريد تركيب الدش، فإن غلب على الظن أنه يقصد الحرام فلا تجوز إعانته عليه وإلا فلا حرج في تركيبه له ولو نظر إلى محرم فإثمه عليه وحده.
وأما الإعلان للمحلات والشركات ففيه تفصيل كالتالي :
أن ينظر أولا إلى الإعلان ذاته فإن تضمن الترويج لما هو محرم فلا يجوز، وأما إن لم يتضمن الترويج للحرام فينظر في الجهة التي يتم الترويج لها، فإن كان يغلب على نشاطها الحرام شركة أومحلا أوغيره فلا يجوز له الإعلان لها وإلا فلا حرج في ذلك .
والله أعلم.