الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وتقى وصلاحا، وأن يحفظك عن الوقوع فيما يسخطه، وأن يوفقك إلى ما فيه رضاه والجنة.
وقد سبق بيان حكم الدراسة في المدارس أو الجامعات المختلطة وذلك بالفتوى رقم 2523، وأوضحنا فيها أن من كانت به ضرورة أو حاجة شديدة للدراسة فيها، ولم يجد غيرها مما ينتفي معه هذ المحظور، أنه لا حرج عليه في الالتحاق بها.
فالذي نرشدك إليه أولا هو محاولة إقناع أمك بالموافقة على ترك الدراسة في هذه المدرسة والبحث عن مدرسة أخرى لا يلحقك منها حرج في دينك، فإن أمكنك إقناعها فبها ونعمت، وإن لم يمكنك إقناعها وخشيت أن يلحق أمك من الضرر والأذى ما لا يحتمل جاز لك الاستمرار في الدراسة . ونوصيك بتقوى الله ما استطعت والعمل على التحرز من أسباب الفتنة باعتزال أماكنها، وترك الاختلاط المذموم . ونوصي أيضا بالحرص على صحبة الأخيار ممن يمكن أن يكونوا عونا للمرء على الخير والبعد عن الشر. وإن من أعظم ما يمكن أن يعين على البعد عن الانحراف وأسبابه القيام بنشاط دعوي في المدرسة، ويمكن أن يتم مثل هذا من خلال جمعيات الأنشطة وأمثالها. وهذا فيما يخص السؤال الأول.
وأما السؤال الثاني فجوابه: إن كان المقصود بالأجر أجر الدنيا من المغنم أو السمعة الحسنة ونحو ذلك فالقتال من أجل ذلك فقط ليس من الجهاد في سبيل الله، ولكن من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، ففي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم: الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر ويقاتل ليرى مكانه، من في سبيل الله ؟ فقال :" من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله". وإن كان المقصود أجر الآخرة فهو جهاد في سبيل الله بلا شك.
والله أعلم.