الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت لا يدل على قرب الموت، لأن الأجل محدود لا يتقدم عن وقته ولا يتأخر، كما قال تعالى: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ { سورة الأعراف 34}.
وأما سعيك وسؤالك الله البعد عن أصدقاء السوء فهو أمر محمود، ولا ينبغي أن تندم عليه ولا أن تبكي على بعدهم عنك، بل ينبغي أن تستعيض عنهم بصحبة صالحة تسليك عنهم وتكون عونا لك على الدراسة والطاعة, وقد جاء في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرءُ على دِين خليله، فلينظرْ أحدُكُم مَن يُخَالِلْ. أخرجه أبو داود، والترمذي.
وقيل:
ولا يصحب الإنسان إلا نظيره * وإن لم يكونوا من قبيل ولا بلد.
فصحبة الأخيار تورث الفلاح والنجاح، ونوصيك أخيرا باصطحاب خير الجلساء كتاب الله تعالى فاجتهد في تلاوته وحفظه على يد شيخ فاضل مرب وستجد الخير العظيم والفلاح الكبير إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.