الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي لولي الفتاة أن يرفض خاطبا ملتزما بالشرع، فمن أهم ما ينبغي النظر إليه واعتباره في الخاطب الدين والخلق، روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. ولا ينبغي جعل الأمور المادية حائلا دون القبول بمثل هذا الخاطب. ولكن لا يعتبر هذا الولي ظالما إن لم يقبل هذه الخطبة، بل إن الأمر في الحديث السابق ليس للوجوب وإنما هو للندب المؤكد.
قال المناوي في فيض القدير في بيان معنى الحديث السابق : (فزوجوه) إياها، وفي رواية فأنكحوه أي ندبا مؤكدا بل إن دعت الحاجة وجب .اهـ
وإذا خطبت هذه الفتاة من قبل شخص آخر وركن كل منهما للآخر بأن تمت الموافقة بينهما فيجب عليك اجتنابها تماما، ودعاؤك بأن يجعلها الله لك زوجة لا يجوز في هذه الحالة لما فيه من الاعتداء والسعي في إفساد هذه الخطبة، وانظر الفتوى رقم 75749. وإن كانت قد ارتكبت إثما فلا يجوز لها أن تخبر به أحدا لا خاطبها ولا غيره، بل يجب عليها التوبة والستر على نفسها، ويمكن أن تستخدم التورية إذا اطلع منها على شيء. وتراجع الفتوى رقم 35269.
وإذا لم تتم الموافقة على هذه الخطبة فلا حرج عليك في الدعاء بالتوفيق إلى الزواج منها إن كانت دينة، ولا بأس بالمحاولة مرة أخرى لإقناع وليها، فإن وافق فذاك وإلا فابحث عن غيرها، فالنساء غيرها كثير، وقد يكون في الزواج منها شر صرفه الله عنك. ولمعرفة السبيل إلى علاج العشق راجع الفتوى رقم 9360.
والله أعلم.