الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالدخول إلى غرف الدردشة ينطوي على كثير من المفاسد والشرور التي قد لا يسلم منها أحد، ولا ينكرها إلا مكابر، وللمزيد تراجع الفتوى رقم: 120356. فهذا الرجل قد أصاب حين منع زوجته إجراء مثل هذه المحادثات، وقد أخطأت زوجته حين لم تستجب لمنعه لها منها، وهو لم يمنعها إلا بقصد إصلاحها وصيانة لعرضه من أسباب الفتنة، والله تعالى قد قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}، وثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته. وإذا اشترط لعودتها إليه التزامها بعدم الدخول إلى غرف الدردشة فإنه محق في ذلك، ويتأكد المنع في حقها بالتزامها بالشرط.
والله أعلم.