الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حث الإسلام على حسن التعامل والإحسان إلى المسلمين عامة، ويتأكد ذلك فيمن تربط الإنسان بهم رابطة نسب أو مصاهرة، وذلك لأن لكل من يمت بإحدى هاتين الرابطتين حقاً زائداً على الحق العام. وفي شأن المصاهرة يوصي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: إنكم ستفتحون أرض مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط ، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحما. أو قال: ذمة وصهراً. رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه.
وإن كان ما ذكرت عن زوج أختك من الإساءة إليك وإلى عائلتك صحيحا فهذا تصرف منه لا يجوز، وكذا الحال فيما ذكرت عن إساءة أختك إليك، ولكن ينبغي أن يعلم الجميع أن الشيطان يسعى في زرع بذور الفرقة بين المسلمين والتفريق بين الأحبة، فينبغي تفويت الفرصة عليه وذلك بالتقوى والصبر، قال تعالى: وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا {الفرقان:20}، وقال أيضا: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.
وأما بخصوص قطيعتك زوج أختك فالأصل حرمة التهاجر بين المسلمين إلا لمسوغ شرعي. فإن كانت مخالطتك له قد تجلب عليك مضرة في دينك أو دنياك جازت لك قطيعته، ويمكنك أن تكتفي معه بأدنى الصلة، وبالسلام عليه عند لقائه، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 142659.
وأما أختك فاحرص على صلتها ومناصحتها برفق ولين، ولا يلزم أن تكون الصلة بزيارتها في بيتها، فمن الصلة اتصالك بها وتفقدك لأحوالها ونحو ذلك مما يعد صلة عرفا. وللفائدة راجع الفتوى رقم: 178493.
والله أعلم.