الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيحسن بنا أن ننبه أولا إلى أن الحياة الزوجية ينبغي أن تقوم على التفاهم بين الزوجين والتعاون بينهما في تدبير شؤون البيت بعيدا عن أسلوب الأوامر أو التعامل بناء على الفعل ورد الفعل، فإن هذا يترتب عليه في الغالب ما يضر بالأسرة ويؤدي إلى الشقاق. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم نعم المثال للزوج الصالح، فقد كان يعين أهله في خدمة البيت، ويمكن الاطلاع على النصوص بهذا الخصوص بالفتوى رقم: 27182. فلو أنك اتبعت هذا النهج النبوي مع زوجتك فلربما لم يصل بكما الحال إلى هذه الدرجة من الخلاف.
بقي أن نبين مسألة وهي: هل يجب على الزوجة خدمة الأولاد؟ نص بعض الفقهاء على عدم وجوب خدمتهم عليها.
جاء في فتاوى القاضي عليش المالكي قوله: وكذا لا يلزمها كما أفاده بعض شيوخ شيخنا الخدمة لأولاده وعبيده ووالديه. اهـ.
وعلى القول بوجوب خدمتهم عليها فإنما يجب منها ما جرى به العرف واعتاده الناس من ذلك دون ما كان على وجه المبالغة والتشديد.
وأما سب الأولاد وضربهم فلا يجوز إلا إذا كان ضربا منضبطا بضوابط الشرع، وهو ضرب التأديب لا ضرب التشفي والاعتداء - الذي قد يكون ضربا مبرحا- ولمزيد الفائدة يمكن مراجعة الفتوى رقم: 14123.
والإنجاب حق للزوجين فلا يجوز لأحدهما منعه دون رضا الآخر إلا لعذر شرعي، ومنعها هذا الحق بحجة أنها لا تحسن تربية الأولاد لا يجوز، كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 118433.
والله أعلم.