الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الوسوسة فنحن ننصحك بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فلا تغسلي العضو أكثر من ثلاث مرات، والرأس والأذن يمسحان معا مرة واحدة فلا تزيدي عليها مهما وسوس لك الشيطان، واعلمي أن الإسباغ يكفي فيه غلبة الظن، فإذا غسلت أحد أعضائك ثم وسوس لك الشيطان بأن الماء لم يعم العضو أو بأنك لم تسبغي الطهارة فأعرضي عن هذا كله ولا تلتفتي إلى شيء منه، وإذا فعلت هذا زال عنك كل إشكال بإذن الله، واعلمي كذلك أن مسح الأذن سنة عند الجماهير, وتركه أصلا لا يؤثر على صحة الوضوء، كما أنك قد تتوهمين جفاف العضو بسبب الوسوسة ولا يكون الأمر كذلك، فلا تبالي بهذه الوساوس والأوهام فإنها من كيد الشيطان، والقائلون باشتراط الموالاة وأن جفاف العضو يقطعها يستثنون ما إذا جف بسبب إزالة وسوسة أو إزالة وسخ كما نص على ذلك فقهاء الحنابلة، والذي نرى لك أن تعملي في حكم الموالاة بقول من لا يوجبها وهو قول الحنفية والشافعية، فلا تشغلي نفسك بأمر الموالاة حتى يذهب الله عنك ما تجدين من الوسوسة، واعلمي أن طهارتك صحيحة إن شاء الله والحال ما ذكر حتى على القول بوجوب الموالاة. وينبغي لك أن تجتهدي في مدافعة الوساوس ومجاهدتها إلى أن يذهبها الله عنك بمنه وكرمه.
والله أعلم.