الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس للوسوسة علاج أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 134196.
ومن ثم، فمهما وسوس لك الشيطان بأنه قد خرج منك شيء فأعرض عن هذه الوسوسة حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه بأنه قد خرج منك شيء، ولا تفتش وتنظر في المحل لمجرد الشك في خروج شيء، وانظر الفتويين رقم: 161659، ورقم: 161579.
فإذا فعلت ما ننصحك به ذهب عنك هذا الوسواس ـ بإذن الله ـ فما عليك إلا أن تتوضأ مرة واحدة ثم لا تلتفت إلى كل ما يعرض لك من شك بعد فراغك من الوضوء وكذا لو عرض لك الشك في أثناء الوضوء أو الغسل فلا تلتفت إليه، فإذا حصل لك اليقين الجازم بخروج المذي فحينئذ يلزمك تطهيره والوضوء منه، وكيفية تطهير المذي مبينة في الفتوى رقم: 50657.
وإن كنت مصابا بسلس المذي فيكفيك أن تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل، ويرى المالكية أن وضوءك لو كنت مصابا بسلس المذي لا ينتقض بخروجه، فهون عليك أيها الأخ الكريم واعلم أن دين الله يسر لا حرج فيه والحمد لله، وإنما يؤتى المرء من قبل نفسه، فاستعن بالله وجاهد هذه الوساوس نسأل الله لك العافية.
والله أعلم.