الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت هذه المرأة على ما ذكرت من إتيان الفواحش فهي قد بلغت من السوء والفسق والفجور مبلغا عظيما، وقد أحسنت بفراقك لها، فلا خير لك في معاشرة مثلها، وإن كان الله تعالى قد أبدلك من هي خير منها فاحمد الله واشكره على هذه النعمة لتدوم، قال الله سبحانه: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}.
ونحب أن ننبه إلى بعض الأمور:
الأمر الأول: أنه لا يجوز لك اتهام قريبتك هذه بعمل السحر من غير بينة، فالأصل في المسلم السلامة حتى يتبين خلافها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا{الحجرات:12}.
ولهذا الاعتبار أيضا ليس من حق أهل زوجتك اتهامك بما أنت منه بريء.
الأمر الثاني: أن البحث عن ماضي الزوجة أمر لا يجوز، فذلك من التجسس المحرم، وانظر الفتوى رقم: 60127.
وأما الاستشارة في أمر الزواج منها ابتداء فلا حرج فيه، بشرط أن لا يتعدى الأمر قدر الحاجة، كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 124843.
ثالثا: أن الربا ذنب عظيم وإثم مبين وكبيرة من كبائر الذنوب، وآكله ملعون وكذا من أعان على أكله، فاقتراضك بالربا إعانة عليه، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.
فالواجب عليك التوبة مما سبق وعدم العود في المستقبل، ولا يلزمك رد الزيادة إلا إذا أجبرت عليها، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 15954.
والله أعلم.