الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في العمل في خدمات الاتصال الفضائية من قنوات واتصالات وغيرها الجواز، لأنه هو الأصل في المعاملات حتى يرد الدليل الناقل عنه إلى غيره، إلا إذا تضمن العمل فيها مباشرة فعل محرم أو إعانة عليه أو غلب استعمال الخدمة في التقاط قنوات الفساد المحرمة كالتي تبث أفلام العري والمجون ومعاقرة الخمور والترويج للباطل ونحوها فحينئذ يحرم العمل في الخدمة التي تسهل الوصول إليها وتعين على نشرها تجنبا لمباشرة الفعل المحرم والإعانة عليه وسدا لذريعة نشر الفساد، قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.
وبناء على هذا، فإن كان الغالب هو التقاط القنوات المحرمة فلا يجوز لك العمل في البرمجة أو الإشراف على هذه الخدمة، وننصح القائمين على الشركة بعدم توفيرها أوعلى الأقل ضبطها لتوفر باقة من القنوات الإعلامية والثقافية النافعة دون غيرها، ولا يكونوا من جند الشيطان وأعوانه في إغواء الناس وتسهيل طرق الحرام، ولا يحملنهم هم جمع المال والاستكثار منه على طلبه بمعصية الله، ففي الحديث: لا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه الطبراني في المعجم الكبير، وعبد الرزاق في المصنف، وذكره الألباني في الصحيحة.
وفي الحديث الآخر: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوفي رزقها. رواه أبو نعيم وصححه الألباني في الجامع.
وسبل جمع المال من طرق الحلال كثيرة ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
والله أعلم.