الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية ننبهك إلى أن التعارف بين الرجال والنساء الأجنبيات وما يعرف بعلاقة الحب بينهما ـ وإن كان بغرض الزواج ـ فهو أمر لا يقره الشرع وهو باب فتنة وذريعة فساد وشر، وانظري الفتوى: 1932.
فالواجب عليك أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب وتقفي عند حدود الله، وإذا كان الشاب يريد أن يتزوجك فليتزوجك زواجا شرعيا، والزواج الشرعي له شروط وأركان لا يصح بدونها ومنها الولي، فزواج المرأة بلا ولي باطل عند جمهور العلماء ـ سواء كانت المرأة بكرا أو ثيبا ـ وانظري الفتوى رقم: 111441.
أما الرجل: فلا يشترط لصحة زواجه علم أهله أو رضاهم، وعليه فلا يجوز لك الإقدام على الزواج دون علم وليك ومباشرته للعقد أو توكيله من يقوم به، ولا ندري ما الذي يمنعك من الزواج عن طريق وليك؟ فإن كان وليك يمنعك من الزواج من هذا الشاب مع كونه كفؤا لك فلا حق له في ذلك، ومن حقك أن ترفعي أمرك للقاضي ليزوجك أو يأمر وليّك بتزويجك، كما بيناه في الفتوى رقم: 79908.
وعلى كل تقدير، فلا يجوز لك أن تعرّضي نفسك للوقوع في الحرام أو تتزوجي زواجا فاسدا وتتركي طريق الإعفاف المشروع بالزواج الصحيح مراعاة لضغوط اجتماعية أو غيرها، فسلامة الدين قبل كل شيء، ومن توكل على الله كفاه ما أهمه.
والله أعلم.