الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكر من أن هذا الشاب يقيم علاقات مع فتيات أجنبيات فهو مسيء غاية الإساءة، ومنتهك للحرمات، ومتجرئ على ما يغضب رب الأرض والسماوات، وتصوير مثل هذه القبائح مما يعظم بها الخطب، وتشتد به النكارة، وفيه نوع من استمراء المعصية وركون القلب لها وإشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم، والله عز وجل يقول: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النور:19}.
ومن كانت مطاوعة له في هذه المنكرات فهي شريكة له في الإثم، ولا شك في أن إنكار مثل هذا المنكر لمن تأكد منه واجب للحديث الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
وقد كان يستحب الستر على هذا الشاب والتدرج معه ببذل النصح له، وتذكيره بالله تعالى، ودعوته إلى التوبة عسى أن يتوب ويصلح الحال، فإن لم ينتفع بالنصح فيمكن تهديده بإبلاغ المسئولين ونحو ذلك مما يمكن أن يكون رادعا له عن فعل هذه القبائح، أما وقد أبلغت عنه المسؤولين عن الشركة وهم الجهة المنوط بها حفظ الأخلاق في الشركة وتم معاقبتهما بالفصل فلا إثم عليك في فصلهما، لأن قرار الفصل ليس إليك وأنت إنما قمت بإنكار المنكر.
والله أعلم.