الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الوساوس فعليك أن تجتهد في مدافعتها وأن تسعى في التخلص منها، فإن فتح باب الوساوس مما يجر على العبد شرا كثيرا، وانظر الفتوى رقم: 51601.
وأما المذي: فإنه نجس عند عامة العلماء، والقول بطهارته رواية مرجوحة في مذهب الإمام أحمد -رحمه الله ـ قال في الإنصاف: وعنه ما يدل على طهارته ـ يعني المذي ـ اختاره أبو الخطاب. انتهى.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا بغسل ذكره من المذي وذلك دليل واضح على نجاسته، ونقل بعض العلماء الإجماع عليه، قال الشوكاني في شرح المنتقى: واتفق العلماء على نجاسة المذي. انتهى.
ومن ثم، فالذي نرى أن القول بنجاسة المذي متعين، ولكن الشارع من رحمته بالمكلفين خفف في طهارته فكان نضح الثياب مجزئا في تطهيرها من المذي على الراجح، وانظر لبيان كيفية تطهير المذي الفتوى رقم: 50657.
وعليه، فإذا تيقنت يقينا جازما أنه قد خرج منك مذي فعليك أن تستنجي منه وتنضح ما أصاب ثيابك منه وتتوضأ، وأما مع الشك فلا يلزمك البحث ولا التفتيش هل خرج منك شيء أو لا؟ ويكفيك العمل بالأصل وهو أنه لم يخرج شيء، وانظر الفتوى رقم: 139468.
ولا داعي لعصر الذكر ولا لغيره مما ذكر، فإن هذا مما يزيد به الوسواس، وإذا رأيت المذي وشككت في وقت خروجه فإنك تضيفه إلى أقرب زمن يحتمل خروجه فيه، فإن شككت هل خرج قبل الصلاة أو بعدها فقدر أنه خرج بعدها، وانظر الفتوى رقم: 137404.
ولا يفوتنا أن ننبهك إلى أن خطيبتك أجنبية عنك فيجب عليك اجتناب الخلوة بها والنظر إليها مطلقا وكذلك محادثتها على وجه فيه ريبة.
والله أعلم.