الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما ما يكون من رفع الناس أصواتهم عند قراءة القارئ استحسانا لصوته بعبارات من جنس: الله الله، ونحو ذلك فلا ريب في أنه خلاف هدي السلف ـ رحمهم الله ـ وخلاف ما أمر الله به في كتابه من الاستماع والإنصات للقرآن، وخلاف ما مدح الله به من يسمعون القرآن من الخشوع والتضرع ولين القلوب ونحو ذلك.
قال الشيخ بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ في أثناء سياقه لبعض بدع القراء: قول السامع للقارئ الله, الله ونحو ذلك من الألفاظ الشريفة, التي يوظفها السامع للقارئ، قال الله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {الأعراف:204}. انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 37974.
كما أن في بعض هذه التلاوات تلحينا للقرآن بلحون الفساق وإجراء له على قواعد الموسيقى، وهذا مما ينزه القرآن عنه، قال الشيخ بكر: فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي فالقرآن ينزه عن هذا ويجل ويعظم أن يسلك في أدائه هذا المذهب. انتهى.
وانظر لبيان التغني المحمود بالقرآن الفتوى رقم: 141761.
وعليه، فإذا أردت إنشاء موقع للتلاوات القرآنية فهذا فعل حسن تثاب عليه ـ إن شاء الله ـ لكن عليك أن تتجنب التلاوات المشتملة على محاذير ومخالفات، وفي غيرها مما لا يشتمل على ذلك غناء وبركة ـ إن شاء الله ـ وما أمكنك إصلاحه بإزالة ما يخالط صوت القارئ من الأصوات عن طريق التقنيات الحديثة فلا حرج في نشره بعد إصلاحه.
والله أعلم.