الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الواجب عليك الكف عن مشاهدة هذا الفلم ما دمت تعلم أن ذلك محرم، ومن العجب أن لا يكون الرادع لك عن الحرام إلا كونه كفرا وقد قال صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه. متفق عليه.
ولذا، نقول لك: إن كان الواقع ما ذكرت من أن هذا الفيلم مشتمل على أفكار إلحادية وأنها قد تشتمل على نوع من السخرية بالدين الحق فلا تجوز مشاهدتها، فإن مثل هذه الأمور تستدعي الإنكار والغضب عند مشاهدتها أو سماعها، لما فيها من المنكرات والمفاسد، فالتفكه بالفلم مع سماع ومشاهدة مثل هذا لا يجوز، فالشرع قد جاء بإنكار المنكر، وأدنى درجاته الإنكار بالقلب وهو يقتضي بغضه وعدم الرضا به ومفارقة مكانه لا الجلوس فيه، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 1048، وهي عن معنى الإنكار بالقلب.
وأما المشاركة المذكورة فلم نفهم على وجه التحديد كيفيتها ومضمونها، ولكن نقول على وجه العموم: إن المشارك لأهل الباطل في باطلهم إن لم تكن مشاركته لغرض صحيح كالإنكار وبيان الأباطيل أمر محرم ومشاركة في الإثم، ولكن هذا لا يقتضي بمجرده الردة والخروج عن الإسلام، وانظر الفتوى رقم: 35563.
وعلى كل، فالواجب الحذر، إذ لا يؤمَن أن يؤدي التهاون في مثل هذا إلى الوقوع فيما يقتضي الكفر ـ والعياذ بالله ـ وبخصوص نظرية الانفجار العظيم وماهيتها وحكم الإيمان بها نرجو مطالعة الفتاوى التالية أرقامها: 16975، 25400، 137126.
والله أعلم.