الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يزيدكم حرصا على الخير، ثم اعلم أن ما ذكرته ليس عذرا يبيح الجمع بين الصلاتين، وانظر لبيان الأعذار المبيحة للجمع بين الصلاتين الفتوى رقم: 6846.
فالواجب عليكم أن تصلوا كل صلاة في وقتها، فإذا أمكنكم فعل العشاء في هذا المسجد فبها، وإلا فصلوا جماعة في أي مكان آخر، فإن الأرض كلها جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته مسجدا، ولو صلى مصل في بيته مع أهله جماعة كان آتيا بالواجب عليه، وننبه إلى أن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يرى أن الجمع لتحصيل الجماعة مشروع، جاء في الاختيارات: ويجمع لتحصيل الجماعة. انتهى.
وفي الإقناع للحجاوي: وفعل الجمع في المسجد جماعة أولى من أن يصلوا في بيوتهم، بل ترك الجمع مع الصلاة في البيوت بدعة مخالفة للسنة، إذ السنة أن تصلى الصلوات الخمس في المساجد وذلك أولى من الصلاة في البيوت مفرقة باتفاق الأئمة الذين يجوزون الجمع: كمالك والشافعي وأحمد، قاله الشيخ ـ يعني شيخ الإسلام. انتهى.
فعلى هذا القول يكون ما ذكرته عذرا يبيح لكم الجمع بين العشاءين وما قدمناه أحوط.
والله أعلم.