الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف ويقوم بحقه الذي أوجبه الشرع، ومن ذلك أن تطيع الزوجة زوجها في المعروف وأن يحسن الزوج صحبتها ويرفق بها، فتفاهمي مع زوجك برفق ولين وأطلعيه على كلام أهل العلم في ما ينبغي أن يكون عليه خلق الزوج مع زوجته وتعاوني مع زوجك على طاعة الله وأحسني التبعل له وأكثري من الدعاء، فإن الله قريب مجيب، ووصيتنا لزوجك أن يوازن بين الواجبات التي عليه كزوج وأب لخمسة أولاد، وواجباته ومهامه الأخرى، ويعطي كل ذي حق حقه، ففي الحديث الذي رواه البخاري: قال سلمان الفارسي لأبي الدرداء: إن لنفسك عليك حقا، ولربك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك، فقال له صدق سلمان.
ولا شكَّ في أن تربية الأولاد تحتاج من الأب أن يفرّغ لهم شيئاً من وقته، ليقترب منهم ويتفقد أخلاقهم وطباعهم ويعلمهم ويؤدبهم، ونذكره بأن العلاقة بين الزوجين ينبغي أن تقوم على المودة والتراحم والتجاوز عن الهفوات وأن حسن الخلق من أحب الأعمال إلى الله ووما يثقل موازين العبد يوم القيامة، ونذكره بوصية النبي صلى الله عليه وسلم للرجال بالرفق بالنساء، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ... اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.
والله أعلم.