الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحكم الاشترك في هذا الموقع كالكثير من غيره من المواقع يكون بحسب استعماله وما يترتب عليه من خير أو شر، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 155585.
وأما الآية التي ذكرها السائل فمثلها قوله عز وجل: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {الأنعام: 68} وقد قال الله سبحانه بعدها: وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {الأنعام: 69}. فهذا النهي والتحريم لمن جلس معهم ولم يستعمل تقوى الله، بأن كان يشاركهم في القول والعمل المحرم، أو يسكت عنهم وعن الإنكار، فإن استعمل تقوى الله تعالى بأن كان يأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر فيترتب على ذلك زوال الشر أو تخفيفه، فهذا ليس عليه حرج، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 122008. ولمزيد الفائدة عن ذلك يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 118210.
والله أعلم.