الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعنى الآية أن الأصدقاء على معاصي الله في الدنيا يتبرأ بعضهم من بعض يوم القيامة، لكن الذين تصادقوا على تقوى الله، فإن صداقتهم دائمة في الدنيا والآخرة، قال ابن كثير: وقوله: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ـ أي: كل صداقة وصحابة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة عداوة إلا ما كان لله عز وجل، فإنه دائم بدوامه، وهذا كما قال إبراهيم، عليه السلام، لقومه: إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين. اهـ.
وقال الشيخ السعدي: الأخلاء يومئذ، أي: يوم القيامة، المتخالين على الكفر والتكذيب ومعصية الله، بعضهم لبعض عدو، لأن خلتهم ومحبتهم في الدنيا لغير الله، فانقلبت يوم القيامة عداوة، إلا المتقين للشرك والمعاصي فإن محبتهم تدوم وتتصل، بدوام من كانت المحبة لأجله. اهـ.
والله أعلم.