الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان تدريب الكلاب لاتخاذها فيما أذن فيه الشرع فلا حرج فيه، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 124232. والكلاب البوليسية من هذا النوع المأذون فيه، وقد سئلت اللجنة الدائمة عن العمل في تدريبها فقالت:لا بأس بالعمل في ذلك، مع وجوب التحرز من نجاستها، وغسل ما أصاب الثوب والبدن منها من ريق أو بول أو غيرها، وهكذا غسل الأواني التي تلغ فيها سبع مرات أولاهن بالتراب أو ما يقوم مقامه. اهـ. وراجع الفتوى رقم: 121735.
وأما زملاؤك الذي يمكن أن يصيبهم شيء من لعاب الكلاب، فالأصل طهارة أيديهم وملابسهم، إلا إذا حصل اليقين بغير ذلك. ثم إنهم إن غسلوها بالماء والصابون دون تسبيع ولا تتريب، فإن ذلك يزيل انتقال النجاسة إلى غيرهم، وقد نص كثير من الفقهاء على أن الصابون ونحوه من المنظفات تقوم مقام التراب، كما سبق في فتوى اللجنة، وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 122112، 95633 ، 114761.
وعلى أية حال، فإن نقول للسائل: اتق الله ما استطعت، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم. رواه البخاري ومسلم. ولا سيما وقد ذهب بعض أهل العلم كالمالكية والظاهرية إلى طهارة الكلب كله حتى لعابه. وهذا وإن كان مرجوحا إلا أنه قول معتبر، واستدلوا له بقوله تعالى: فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ (المائدة: 4) ولم يذكر غسل موضع إمساكها، وهذا عند بعض القائلين بنجاسة الكلب قد عفي عنه للحاجة.
واستدلوا كذلك بحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: كانت الكلاب تقبل وتدبر في المسجد في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكونوا يرشون شيئاً من ذلك. ذكره البخاري في صحيحه. وهذا قد حمله بعض أهل العلم على ما خفي مكانه مما أصابته النجاسة، فلا يلزم غسل إلا ما تعينت إصابته بالنجاسة وتيقنت.
والله أعلم.